کد مطلب:241037
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:122
نزل بإیاک أعنی واسمعی یا جاره
روی الصدوق روایة مطولة فیها عدة أسئلة للمأمون و أجوبتها منها: «فقال المأمون: لله درك یا أباالحسن فأخبرنی عن قول الله عزوجل: «عفا الله عنك لم أذنت هم»؟ [1] قال الرضا علیه السلام: «هذا مما نزل بإیاك أعنی و اسمعی یا جاره، خاطب الله عزوجل بذلك نبیه و أراد به أمته و كذلك قوله تعالی: «لئن أشركت لیحبطن عملك و لتكونن من الخسرین». [2] و قوله عزوجل: «و لولا أن ثبثناك لقد كدت تركن إلیهم شیئا قلیلا»، [3] قال صدقت یا ابن رسول الله» [4] .
نظیر الرضوی موثق ابن بكیر عن أبی عبدالله علیه السلام قال: «نزل القرآن بإیاك أعنی و اسمعی یا جاره». [5] و هو من الأمثال السائرة قال المیدانی: (إیاك أعنی و اسمعی یا جاره)، أول من قال ذلك سهل بن مالك الفزاری، و ذلك أنه خرج یرید النعمان فمر ببعض أحیاء طی ء فسأل عن سید الحی، فقیل له: حارثة بن لأم، فأم رحله فلم یصبه شاهدا، فقالت له أخته: انزل فی الرحب والسعة، فنزل فأكرمته و لاطفته، ثم خرجت من خبائها فرأی أجمل أهل دهرها و أكملهم، و كانت عقیلة قومها و سیدة نسائها، فوقع نفی نفسه منها شی ء فجعل لایدری كیف یرسل إلیها و لاما یوافقها من ذلك، فجلس بفناء الخباء یوما و هی تسمع كلامه، فجعل ینشد و یقول:
یا أخت خیر البدو و الحضاره
كیف ترین فی فتی فزاره؟
أصبح یهوی حرة معطاره
إیاك أعنی و اسمعی یا جاره
فلما سمعت قوله عرفت أنه إیاها یعنی، فقالت: ما ذا بقول ذی عقل أریب، و لارأی مصیب، و لاأنف نجیب، فأقم ما أقمت مكرما ثم ارتحل متی شئت مسلما. و یقال: أجابته نظما فقالت:
[ صفحه 466]
إنی أقول یافتی فزاره
لا ابتغی الزوج و لاالدعاره
و لافراق أهل هذی الجاره
فارحل إلی أهلك باستخاره
فاستحیا الفتی و قال: ما أردت منكرا و اسوأتاه، قالت: صدقت، فكأنها استحیت من تسرعها إلی تهمته، فارتحل، فأتی النعمان فحباه و أكرمه، فلما رجع نزل علی أخیها، فبینا هو مقیم عندهم تطلعت إلیه نفسها و كان جمیلا، فأرسلت إلیه أن اخطبنی إن كان لك إلی حاجة یوما من الدهر، فإنی سریعة إلی ما ترید، فخطبها و تزوجها و ساربها الی قومه.
یضرب لمن یتكلم بكلام و یرید به شیئا غیره [6] .
و قال العسكری: المثل لسیار بن مالك الفزاری قاله لأخت حارثة بن لأم الطائی و سرد القصة مع أبیات أخر و قال فی آخرها: و الحازن العاقل قادر أن یكتم كل شی ء یرید كتمانه إلا الهوی فإن كتمانه ممتنع [7] .
یا حبذا لو كان الهوی فی أئمة علیهم السلام هذا عابس بن أبی شبیب الشاكری له فی وقعة كربلاء موقف مشكور قال عابس بن أبی شبیب: یا أباعبدالله أما و الله ما أمسی علی وجه الأرض قریب و لابعید أعز علی و لاأحب إلی منك، و لو قدرت علی أن أدفع عنك الضیم أو القتل بشی ء أعز علی من نفسی و دمی لفعلت، السلام علیك یا أباعبدالله أشهد أنی علی هداك و هدی أبیك ثم مضی بالسیف نحوهم.
قال ربیع بن تمیم: فلما رأیته مقبلا عرفته و قد كنت شاهدته فی المغازی و كان أشجع الناس فقلت: أیها الناس هذا أسد الأسود هذا ابن أبی شبیب لایخرجن إلیه أحد منكم. فأخذ ینادی: ألارجل؟ ألارجل؟ فقال عمر بن سعد: ارضخوه بالحجارة من كل جانب فلما رأی ذلك ألقی درعه و مغفره ثم شد علی الناس فوالله لقدرأ [یته] یطرد أكثر من مئتین من الناس ثم إنهم تعطفوا علیه من كل جانب فقتل... [8] .
رحمه الله تعالی و قد سمعت من بعض حین ألقی الدرع و المغفر قیل له: جننت قال: أجننی حب الحسین علیه السلام و هل الهوی إلا الحب المفرط المعبر عنه بالعشق؟! و أصحاب الحسین علیه السلام هم العاشقون یشهد لهم أمیرالمؤمنین روحی له الفداء:
[ صفحه 467]
عن أبی جعفر عن أبیه علیهماالسلام «قال مر علی علیه السلام بكربلاء فقال لما مر به أصحابه و قد اغرورقت عیناه یبكی و یقول: هذا مناخ ركابهم - إلی أن قال - حتی طاف بمكان یقال له (المقدفان) فقال قتل فیها مئتانبی و مئتاسبط كلهم شهداء و مناخ ركاب و مصارع عشاق شهداء لایسبقهم من كان قبلهم و لایلحقهم من بعدهم» [9] .
و یرید علیه السلام بالشهداء العشاق: الحسین و أولاده و إخوته و أصحابه الذین قتلوا معه فی یوم عاشوراء فی كربلاء سنة 61 ه- الوقعة التی لاأمض و لاأفجع منها علی الإسلام و المسلمین إلی یوم القیامة.
[ صفحه 468]
[1] التوبة: 43.
[2] الزمر: 65.
[3] الإسراء: 74.
[4] عيون أخبار 161:1.
[5] أصول الكافي 631:2.
[6] مجمع الأمثال 49:1، رقم المثل 187، حرف الهمزة.
[7] الجمهرة هامش مجمع الأمثال 16:1.
[8] البحار 29:45.
[9] السفينة 197:2، في (عشق).
و لسان حال الحسين عليه السلام عند ما وقع علي الأرض صريعا البيتان:
تركت الخلق طرا في هوا كا
و أيتمت العيال لكي أراكا
و لو قطعتني في الحب إربا
لما مال الفؤاد إلي سواكا.